"نلتقي في صحراء أخرى".. هل يحتضن المغرب قمة أخرى كالنقب؟




“نأمل أن نلتقي مجددا في صحراء أخرى بنفس الروح”، عبارة ختم بها ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي كلمته في النقب، لتفتح آفاق مرحلة جديدة.


ومثل بوريطة، وزير الخارجية المغربي، بلاده في قمة النقب التي شارك فيها وزراء خارجية دولة الإمارات ومصر والبحرين والولايات المتحدة وإسرائيل، على مدار يومين.



رسالة واضحة

بوريطة، الدبلوماسي المغربي المعروف باختياراته الدقيقة لعباراته، لم يقل هذه الجملة اعتباطاً، يورد حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية : 

كلام وزير الخارجية المغربي، حمل رسالة واضحة إلى نُظرائه المشاركين في قمة النقب، بأن المملكة المغربية تفتح أحضانها لجهود السلام والاستقرار، بحسب المتحدث.


ويُمكن قراءة هذه الدعوة التي صدرت عن بوريطة، من وجهتين، الأولى تتعلق بتركيز الوزير المغربي على منطقة الصحراء المغربية، والثانية تعبيره الواضح عن استعداد الرباط لاستقبال قمة مشابهة للتي انعقدت في النقب.


أما الجزء الأول، يقول بلوان، فيُمكن قراءته بأن بوريطة يقصد أن المغرب إذا ما استضاف حدثا كهذا، فسيكون في الصحراء المغربية لا محالة.


وفي هذه المسألة تأكيد على ضرورة الحسم النهائي للنزاع المفتعل، على اعتبار أن ذلك سيُساهم في تعزيز السلام والاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء، كما أنه سيحد من نشاط الحركات الانفصالية والإرهابية.


كما أن في هذه العبارة دعوة صريحة إلى دعم مغربية الصحراء، والطرح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي، والذي يُثبت كُل يوم نجاعته وفاعليته في حل الملف.


القراءة الثانية لحديث بوريطة أن المملكة فاعل أساسي في الدينامية الدولية للسلام، وحقن الدماء، يورد بلوان، مشدداً على أن هذا الأمر يظهر بشكل واضح في مواقف المملكة من مجموعة من الملفات، كالقضية الفلسطينية، والملف الليبي، ومؤخراً الملف الروسي الأوكراني.


نجاح وانسجام


كما أن هذه العبارة، يورد المتحدث، تعكس نجاح قمة النقب وبلوغها الأهداف المسطرة لها، وإلا لماذا سننظم قمة أخرى إذا كانت الأولى فاشلة؟


إذن، لقد كانت قمة ناجحة بامتياز، وعكست انسجاماً واضحاً في المواقف المعبر عنها من طرف الدول المشاركة فيها، والتي همت بالأساس الإجماع على إدانة العنف والإرهاب، وتعزيز الأمن والسلام.


المستوى الثاني للانسجام الظاهر في هذه القمة، هو مواقف الدول المشاركة فيها من ملف الصحراء المغربية، إذ أنه لا الإمارات ولا أمريكا ولا إسرائيل، ولا البحرين ولا مصر، هي دول داعمة للوحدة الترابية للمملكة المغربية.


وبالحديث على هذا الشق الثاني من انسجام مواقف هذه الدول بشأن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، يرى بلوان أن تنظيم قمة ثانية في الصحراء المغربية، سيكون رسالة عملية، ودعماً أكثر وضوحاً لمغربية الصحراء، لا تقل أهميته عن فتح القُنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة.


مؤهلات

للدبلوماسية المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، مصداقية كبيرة لدى المجتمع الدولي، يؤكد حسن بلوان.



هذه المكانة، بحسب بلوان، ستجعل المغرب مكاناً طبيعياً لاحتضان مثل هذه التظاهرات المهمة جداً في تعزيز السلام بين الشعوب. خاصة وأن المغرب سبق له وأن احتضن أنشطة دبلوماسية مشابهة، ساهمت في الحفاظ على الاستقرار، وحلحلة العديد من الملفات العالقة.


وأوضح المتحدث، أن العلاقات العميقة والوطيدة للمملكة المغربية مع مُختلف أطراف هذه القمة، من شأنها لعب دور محوري في عقد قمة ناجحة أخرى، بل واستقطاب شركاء جُدد للمشاركة فيها.


ثم أن المستوى العالي للأمن والاستقرار في المغرب، وهو الأمر الذي أقرته تقارير دولية موثوق في مصداقيتها، يجعل للمغرب مُناخاً مواتياً للتباحث في شؤون المنطقة، والخروج بتفاهمات وخطوات عملية.


وعلى مستوى البنيات التحتية، فلا تقل مؤهلات المملكة أهمية وقوة عن نظيراتها في المنطقة، بل أثبتت المملكة نجاعتها في تنظيم تظاهرات عالمية، كمؤتمر المناخ والمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، وجلسات الحوار الليبي، ومؤتمر كرانس مونتانا الدولي، وغيرها من الأحداث الضخمة والمهمة. يختم بلوان.




إرسال تعليق

أحدث أقدم