الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال رحلة صيد- أرشيفية
نحو أسبوعين مرا على بداية الحرب الروسية في أوكرانيا وليس ثمة ما يشير لوقف فوري لإراقة الدماء وسط إشكالات لوجستية تعاني منها موسكو.
ووفق شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن عمليته العسكرية تسير كما هو مخطط له، لكن كانت هناك عدة تقارير تشير إلى أن القوات الروسية تعاني من مشاكل لوجستية وتدني الروح المعنوية بعدما قوبلت بمقاومة أوكرانية شرسة.
ويقول الكرملين إنه مستعد لوقف هجومه في أي لحظة إذا استجابت أوكرانيا لقائمة المطالب التي تتضمن الاعتراف بالقرم بأنها أراضي روسية، والاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين كأقاليم مستقلة.
واعتبرت "سكاي نيوز" أن هذا بمثابة أوضح بيان حتى الآن بشأن الشروط التي تريدها موسكو من أجل إنهاء "العملية العسكرية الخاصة" كما تسميها الأخيرة، متسائلة عما إن كان بوتين يفكر في استراتيجية خروج روسيا من هجومها على أوكرانيا؟ وما هي خياراته لإنهاء الحرب؟
ونقلت الشبكة عن كريس توك، خبير الصراعات والأمن من كينجز كوليدج لندن، قوله إنه "من الواضح أن الحرب التي حصلوا (الروس) عليها ليست التي توقعوها، أداؤهم سيء. كان من المفترض أن تكون هذه عملية سريعة جدا وحاسمة.. ما حصلوا عليه حملة لم يتوقعوها ولم يكونوا مستعدين لها."
وأضاف: "لم يتم إعدادهم في ما يتعلق باللوجستيات، أو القيادة والسيطرة، أو الترتيبات لحرب شاملة، أو حجم القتال الذي اضطروا للاشتباك فيه. على عكس ما يجادل به بوتين – يقول إن كل شيء يسير وفقا للخطة – من الوضح أنه ليس كذلك."
ولفت إلى أن المشاكل العسكرية الروسية نتجت جزئيًا عن المقاومة القوية لأوكرانيا، وبوتين نفسه، مضيفا: "أعتقد أنه من الواضح أن فهم (روسيا) لأوكرانيا، وواقع السياسة فيها محدود للغاية بالفعل."
خيارات بوتين
ووفق توك، أمام بوتين الآن ثلاثة خيارات بعد الفشل في السيطرة على أوكرانيا بسرعة، موضحا أن الأول يتمثل في تصعيد العمل العسكري، بما في ذلك احتمال استخدام الأسلحة الكيماوية أو النووية.
ولفت إلى أن هناك بالفعل مؤشرات تشي بتصعيد بوتين للعمل العسكري بزيادة استخدامه للقوة، لكنه يعتقد أن استخدام الأسلحة الكيماوية أو النووية ليس مطروحا.
أما الخيار الثاني، فهو "إطالة الأمد" مع "الخطة أناكوندا"، حيث قال توك إن بوتين حاليا يتابع استراتيجية "إطالة الأمد" من خلال تنفيذ عمليات عسكرية منهجية لحصار مراكز رئيسية للمقاومة "والأمل في انهيار الروح المعنوية للأوكرانيين."
ورأى توك أن هذه الطريقة تشبه "استراتيجية أناكوندا"، في إشارة إلى الخطة العسكرية التي تم وضعها بالحرب الأهلية الأمريكية وتضمنت حصارا، وجرى تشبيهها بأناكوندا تخنق ضحيتها.
وقال: "تواصل إطالة أمد الصراع، تطوق مزيدا من المدن أينما تمكنت، تضغط على تلك المدن، وتسيطر على ما تستطيع."
أما الخيار الثالث، فهو التفاوض على اتفاق سلام، لكن توك يعتبر أنه من غير المرجح حدوث ذلك في هذه المرحلة "لأن بوتين ربط نفسه بشدة، من الناحية السياسية، بنجاح هذه العملية."
وأشار الخبير إلى أن قبول بوتين بأي شيء أقل من طلباته الكاملة، سيكون بمثابة "ضربة كبيرة لهيبته".