نقص الابتكارات في مجال المضادات الحيوية
خلفية المشكلة
منذ أكثر من 30 عامًا، لم تُطرح أي فئة جديدة من المضادات الحيوية في الأسواق، مما يعكس نقصًا صارخًا في الابتكارات في هذا المجال. هذا النقص يعود إلى إهمال شركات الأدوية المصنعة لهذا القطاع لأنه لا يدرّ أرباحًا كبيرة مقارنةً بمجالات أخرى مثل علاج الأورام والأمراض النادرة.
تزايد مقاومة البكتيريا
تزداد مقاومة الالتهابات البكتيرية لمضادات الميكروبات نتيجة الإفراط في وصفها أو سوء استخدامها، مما يجعل عملية الشفاء أكثر تعقيدًا. البكتيريا إيجابية الغرام، مثل المكورات العنقودية الذهبية والمسؤولة عن التهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي، تمثل تحديًا كبيرًا. وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "ذي لانسيت" عام 2022، يموت شخص كل 25 ثانية بسبب الإصابة ببكتيريا مقاومة.
تراجع الاستثمارات
أوقفت العديد من شركات الأدوية الكبرى أبحاثها في مجال المضادات الحيوية، مفضلةً الاستثمار في علاجات أكثر ربحية. الأستاذ المتخصص في الاقتصاد بيار دوبوا من جامعة تولوز يشير إلى أن الحاجة للمضادات الحيوية موجودة، لكن الاستثمارات غير كافية. قلة من شركات التكنولوجيا الحيوية تواصل البحث عن مضادات حيوية جديدة، ومعظمها يعاني من نقص التمويل.
تحديات الاستثمار والابتكار
عندما يتم ابتكار مضاد حيوي جديد، تكون مبيعاته منخفضة لأن الأطباء يفضلون الاحتفاظ بهذه الأدوية للحالات الصعبة. هذا الاستخدام المحدود يبطئ تطور مقاومة البكتيريا لكنه يقلل من عوائد الاستثمار، مما يشكل معضلة للمصنعين. كاثرين رينو من مختبرات "فايزر" تذكر أن المضادات الحيوية الجديدة لا تحل محل القديمة، التي لا تزال تلبي معظم الاحتياجات العلاجية.
مقترحات الحلول
الحفاظ على المضادات الحيوية الجديدة معقد لأن الأسعار تنخفض باستمرار، وتستهلك هذه الأدوية لفترة محددة على عكس علاجات الأمراض المزمنة. بيران يشير إلى أن 80% من محفظة المضادات الحيوية قيد الابتكار هي بين أيدي الشركات الصغيرة والمتوسطة. الخبراء يدعون إلى نموذج دفع آخر لهذه الأدوية وحوافز اقتصادية لتشجيع الأبحاث. بيار دوبوا يقترح أن يمول الاتحاد الأوروبي هذه الأبحاث، رغم التكلفة العالية.
الخلاصة
يتعين على المجتمع الدولي إيجاد حلول لتحفيز الابتكار في مجال المضادات الحيوية لمواجهة مشكلة مقاومة البكتيريا المتزايدة، وذلك من خلال تقديم حوافز اقتصادية وتبني نماذج جديدة للتمويل والاستثمار في هذا المجال الحيوي.