في ظل تفاقم أزمة الجفاف التي تضرب المغرب منذ سنوات، لجأت إحدى القرى المغربية إلى حل مبتكر لمواجهة ندرة المياه عبر تحلية مياه البحر. تعتمد هذه القرية على محطة صغيرة لتحلية المياه توفر مياه الشرب للسكان. يأتي هذا الحل في وقت أصبحت فيه أزمة المياه تهديدًا كبيرًا للأمن المائي في العديد من المناطق الريفية بالمغرب، حيث انخفضت مستويات الأمطار بشكل كبير وزادت درجات الحرارة.
تساهم محطة التحلية في توفير كميات من المياه النقية التي تساعد على تلبية احتياجات السكان اليومية، وهو ما يُعد جزءًا من الجهود الحكومية والمبادرات المحلية لمواجهة أزمة المياه المتفاقمة في البلاد. كما تهدف هذه المشاريع إلى الاستدامة والبحث عن مصادر مياه بديلة للحفاظ على حياة القرى التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة والمياه الجوفية التي تتناقص تدريجيًا.
مبادرات كهذه تُعتبر ضرورية في إطار الاستعداد لمستقبل أكثر جفافًا، حيث يسعى المغرب إلى تعزيز الاعتماد على تحلية المياه كحل لمواجهة التحديات المناخية التي تهدد مصادر المياه الطبيعية.
قرية سيدي بوشتة الواقعة في محافظة آسفي بالمغرب اعتمدت على محطة متنقلة لتحلية مياه المحيط الأطلسي لمواجهة أزمة الجفاف المزمنة التي يعاني منها سكان القرية والمناطق المحيطة بها. هذه المحطة المكونة من صهريجين وحاويتين على شاطئ رأس بدوزة تعمل على تحلية مياه البحر وتوفير المياه لأكثر من 45 ألف شخص في القرى المجاورة.
هذه المبادرة جاءت كاستجابة سريعة للأزمة المائية التي تواجه البلاد، حيث أصبحت مصادر المياه الطبيعية، مثل سد المسيرة، غير قادرة على تلبية احتياجات السكان بسبب الانخفاض الكبير في المخزون المائي. لجأت السلطات إلى بناء محطات تحلية متنقلة منذ أبريل 2023، وتم تركيب 44 محطة بالفعل، مع وجود خطط لإضافة 219 محطة أخرى لتوفير المياه لحوالي 3 ملايين شخص في الأرياف.
تعتبر هذه المحطات حلاً عمليًا وسريعًا لسهولة تركيبها وقابليتها للنقل، إضافة إلى تكلفتها المنخفضة نسبيًا والتي تبلغ حوالي 1,3 مليون دولار لكل وحدة. تتوقع الدراسات أن يستمر الجفاف حتى عام 2050 مع تراجع معدلات الأمطار وزيادة درجات الحرارة، مما يجعل تحلية مياه البحر خيارًا أساسيًا لمواجهة هذه التحديات.
إلى جانب تلبية حاجات الشرب، يُستخدم الماء المحلّى لدعم القطاع الزراعي الذي يستهلك أكثر من 80% من موارد المياه في البلاد، كما تسعى السلطات لتوسيع نطاق هذه الحلول لتشمل مدنًا كبيرة مثل مراكش والرباط والدار البيضاء.