كشفت دراسة حديثة أن الأزواج الذين بدأوا علاقاتهم عبر تطبيقات المواعدة يميلون إلى الشعور بقدر أكبر من التعاسة وعدم الرضا عن حياتهم الزوجية مقارنة بمن التقوا بطرق تقليدية، مثل التعارف عبر الأصدقاء أو في بيئة العمل أو الدراسة.
الباحثون أشاروا إلى أن هذه الظاهرة، التي يطلق عليها بعض الخبراء "تأثير المواعدة الرقمية"، تعود لعدة أسباب، منها أن العلاقات التي تبدأ عبر الإنترنت قد تفتقر منذ البداية إلى شبكة دعم اجتماعية قوية من العائلة والأصدقاء، إضافة إلى أن بعض الأزواج يواجهون تحديات مرتبطة بالمسافات الجغرافية أو اختلاف الخلفيات الثقافية، ما يزيد من الضغوط على العلاقة.
كما أظهرت البيانات أن معدلات الطلاق أو الانفصال المبكر خلال السنوات الأولى من الزواج أعلى بين الأزواج الذين التقوا عبر التطبيقات، حيث يُعزى ذلك إلى أن هذه العلاقات قد تتشكل بسرعة أكبر، وأحيانًا على أساس انطباعات أولية أو صور مثالية لا تعكس الواقع.
ورغم الصورة السلبية التي أبرزتها الدراسة، أوضح الباحثون أن الأمر ليس قاعدة مطلقة، إذ إن بعض الأزواج الذين التقوا عبر هذه المنصات تمكنوا من بناء علاقات قوية ومستقرة، خصوصًا إذا توفرت عوامل مثل الانسجام الشخصي، والرغبة المشتركة في الالتزام، ووجود دعم اجتماعي لاحق من العائلة والمحيط.
هذه النتائج تطرح تساؤلات حول تأثير أسلوب التعارف على جودة العلاقات على المدى الطويل، ومدى قدرة الأزواج على تحويل بداية افتراضية إلى حياة مشتركة مستقرة وسعيدة.