الإمارات تدعم الحل الدبلوماسي لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
رأت أصوات أمريكية من الحزب الجمهوري إلى الديمقراطي، أن موقف دولة الإمارات من الحرب الروسية الأوكرانية، يحث القوى الدولية على تبني حل سياسي؛ كمخرج أمثل للأزمة.
ففي جلسة مجلس الأمن التي خصصت لمناقشة الحرب الروسية الأوكرانية، الجمعة، عبرت دولة الإمارات عن مبادئها الراسخة، وفضلت التمسك بطريق الدبلوماسية وعدم الانحياز، وإبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع الجميع.
وفي هذا الإطار، قال قياديان في الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالولايات المتحدة، إن موقف دولة الإمارات بشأن الحرب الروسية الأوكرانية يحث القوى الدولية للتوصل لحل سياسي باعتباره الطريقة المثلى لإنهاء هذا الصراع العسكري.
الحل السياسي
وقال نعمان أبو عيسى عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، في حديث خاص من واشنطن لـ"العين الإخبارية" إن "الحل السياسي هو الأمثل للأزمة الحالية، وموقف دولة الإمارات يحث القوى الدولية لقيادة الحل السياسي في العالم".
وأكد أبو عيسى أن "موقف دولة الإمارات يمثل مواقف الدول المحايدة وموقف شعوب العالم التي تحث على استخدام الدبلوماسية لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا".
ولفت إلى أن "الشعب الأوكراني هو من يدفع ثمن التصعيد الخطير بين أمريكا وروسيا"، مضيفا أن هدف الضغط الأمريكي في أوكرانيا هو الفصل بين روسيا، وعلاقاتها الاقتصادية مع الدول الأوروبية".
حكمة وتوازن
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، نبيل ميخائيل لـ"العين الإخبارية" إن الموقف الإماراتي يتسم بالحكمة والتوازن، حيث يدعو جميع الأطراف المعنية إلى وقف القتال وضبط النفس".
وأبرز الأكاديمي المصري المقيم في أمريكا أن بيان دولة الإمارات "يساهم في المجهود الرامي لبدء المفاوضات ما بين روسيا أوكرانيا، وهو مبادرة هامة من قبل الدبلوماسية الخليجية والعربية؛ لإنهاء هذه الأزمة الدولية الخطيرة".
كما يؤكد ميخائيل أن "الأزمة الأوكرانية تعكس عدم قدرة أمريكا على إدارة أزمة خاصة بالسياسة الخارجية".
فشل أمريكي
فيما تحدث جبريال صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس السابق دونالد ترامب، عن فشل سياسات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقدرته على حماية حلفائه.
وقال صوما وهو عضو في الحزب الجمهوري، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "الأزمة الحالية تعكس بوضوح ضعف مصداقية الولايات المتحدة أمام المجتمع الدولي فيما يتعلق بمدى قدرتها على حماية حلفائها".
وأكد صوما أن "هناك تشكيكا دوليا فيما يتعلق بحلفائنا في العالم مثل تايوان".
وأوضح أستاذ القانون الدولي: "تنظر الصين وروسيا إلى فشل قرار جو بايدن الذريع بالانسحاب من أفغانستان بطريقة فوضوية وما رافق ذلك من تفجير إرهابي في مطار كابول أسفر عن وفاة العشرات بينهم 13 جنديا أمريكيا، والتخلي عن أهم قاعدة عسكرية في باغرام التي تبعد 500 ميل من الصين في يوليو/تموز الماضي، وكيف أغلقت سفارة واشنطن في كابول وفي العاصمة الأوكرانية كييف".
ورأى عضو المجلس الاستشاري للرئيس السابق ترامب، أن "الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن كان بإمكانه تزويد أوكرانيا بالأسلحة وأنظمة الصواريخ منذ الربيع الماضي".
وتابع "هناك ضعف في سياسة بايدن، وكل ما ستقوم به الولايات المتحدة في الوقت الحاضر، لن يتعدى نظام العقوبات الاقتصادية، ولن يكون هناك في جميع الأحوال صداما عسكريا مع روسيا، طالما أن الجيش الروسي لن يقوم بعمل عسكري ضد بلد في حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وخلال جلسة مجلس الأمن حول الأزمة الأوكرانية، الجمعة، شددت السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، على ضرورة الامتثال للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة كأساس للحوار.
وطالبت مندوبة دولة الإمارات في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن، بالتهدئة في أوكرانيا ووقف الأعمال العدائية وأن تظل القنوات الدبلوماسية مفتوحة.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا، في نيويورك ليلة الجمعة، للتصويت على مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وألبانيا، والذي كان يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وكما كان متوقعًا، تم رفض النص بسبب استخدام موسكو حق النقض "الفيتو"، لكن الخطوة كانت تهدف إلى إظهار العزلة الدولية الجماعية لفلاديمير بوتين.
وامتنعت الصين عن التصويت في خطوة تعتبرها الدول الغربية انتصارا لإظهار عزلة روسيا على الصعيد الدولي.
كما امتنعت دولة الإمارات والهند أيضا عن التصويت على النص الذي صاغته الولايات المتحدة، فيما صوت الأعضاء الآخرون بمجلس الأمن وعددهم 11 لصالح مشروع القرار.
وتعمل دولة الإمارات من خلال مجلس الأمن على نزع فتيل الحرب الروسية الأوكرانية، عبر 4 محاور: الدبلوماسي؛ إذ تدعم الحلول الدبلوماسية في الأزمة الروسية الأوكرانية، وتغليب الحوار في تسوية النزاعات.
وهناك أيضاً المحور الإنساني؛ الذي يرتكز على توفير الحماية القصوى للمدنيين في مناطق النزاع، وعدم التأخر في توفير وإيصال المساعدات الإنسانية، وضرورة مراعاة مصلحة وأمن المدنيين في الجانبين الروسي والأوكراني.
وفيما يتعلق بالمحور الثالث، الميداني؛ فقد أكدت دولة الإمارات على خطورة النزاع الروسي الأوكراني في تقويض الأمن والسلم الدوليين، وضرورة خفض التصعيد بشكل فوري.
وأخيرا المحور القانوني؛ الذي يؤكد ضرورة احترام كل الأطراف وتطبيق القوانين الدولية، فضلا عن حق كل دولة بالأمم المتحدة في الأمن والسيادة والاستقلال.