ذكر كتاب جديد يصدر في مايو/ أيار المقبل، أن الخلافات بين الرئيس الأمريكي ونائبته باتت على أشدها، متوقعا أن تؤثر على انتخابات 2024.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن حالة الشقاق بين الرئيس ونائبته اتضحت بعد أن شكت السيدة الأولى، جيل بايدن، من اختيار زوجها كامالا هاريس لمنصب نائب الرئيس، متسائلة: "هناك ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة. لماذا.. علينا أن نختار الشخص الذي هاجم جو؟"
عاصفة استقالات تضرب فريق كامالا هاريس
ووفقا للكتاب، الذي يحمل عنوان "هذا لن يمر: ترامب وبايدن والمعركة من أجل مستقبل أمريكا" لمراسلي نيويورك تايمز جوناثان مارتن وأليكس بيرنز، انتقدت هاريس بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في مناظرة في ميامي في يونيو/ حزيران 2019، بسبب موقفه بشأن الفصل العنصري في حافلات المدارس العامة، عندما كان سيناتورا شابا في السبعينيات.
ويقدم الكتاب روايات عن معاناة هاريس كنائب للرئيس، حيث شكا حلفاء بايدن من برنامجها الانتخابي "المستحيل"، بما في ذلك أمن الحدود. وشعور فريق بايدن بالإحباط المتزايد من طريقة تعامل كامالا مع الجمهور الأمريكي والقضايا التي يوكلها لها بايدن.
ونقل الكاتبان عن كيت بيدنجفيلد، مديرة الاتصالات إدارة في بايدن، أن هاري لم ترق إلى مستوى التوقعات منها في منصبها كنائب للرئيس، وأن ذلك لم يكن المرة الأولى التي يوجه فيه إليها هذا الانتقاد، فمكتبها في مجلس الشيوخ كان فوضويًا وحملتها الرئاسية عانت من فشل ذريع.
في المقابل، سلطت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الضوء على الخلاف، مشيرة إلى أن موظفي مكتب نائبة بايدن يشعرون بغضب بالغ بسبب تهميش كامالا والتلميح إلى نقلها للمحكمة الدستورية العليا.
وكشفت مصادر مطلعة في البيت الأبيض للصحيفة، أن السبب الرئيسي في الخلاف يعود لطريقة تعامل بايدن مع بعض القضايا، حيث اتهمته كامالا بإلقاء القضايا الخاسرة سياسيا والمعقدة مثل أزمة الحدود والهجرة غير الشرعية عليها ودفاعه المستميت عن وزير النقل بيت بوتيجيج.
وتقول المصادر، إن بايدن يحاول التخلص من كامالا وتعيين بوتيجيج بدلا منها وتأهيله للترشح لرئاسة الولايات المتحدة عن الحزب الديمقراطي خلال انتخابات الرئاسة المقبلة.
وذكر الكاتبان أيضًا أن بايدن وهاريس "ودودان ولكن ليسا قريبين"، لكنهما قالا إن الرئيس يشعر بالإحباط من التسريبات عن هاريس، وحذر مساعديه من أنه في حال "اكتشف أن أيًا منهم سرب روايات سلبية عن نائبة الرئيس ... سيكونون في عداد الموظفين السابقين".
وسعى البيت الأبيض إلى الدوام على نفي وجود خلافات بين بايدن وكامالا إلا أن الوضع داخل البيت الأبيض متوتر للغاية حيث انتشرت الانقسامات بين العاملين في الإدارة الأمريكية.
كما تعرضت نائبة الرئيس الأمريكي لانتقادات حادة بسبب ارتدائها ملابس من دار الأزياء الإيطالية دولتشي أند جابانا، التي واجهت في الأعوام الأخيرة، اتهامات بالإساءة للعرق الأفريقي وبالعنصرية.
وتراجعت شعبية كامالا بصورة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة وتجاوزت تراجع بايدن، في ظل انتشار تقارير تفيد بأن بايدن يبحث عن نائب جديد.
ويرى بعض المطلعين في الإدارة أن معاملة بايدن الفاترة لكامالا تعود لفشلها في تحقيق أي نجاح في الملفات التي أوكلت إليها وضحكها الساخر عندما سئلت عن زيارة الحدود من قبل، كما يلقي عليها باللوم في انهيار أرقام استطلاعات الرأي المتعلقة بعمل الإدارة.
وُلدت كامالا هاريس في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، عام 1964، لأبوين مهاجرين؛ من أمٍّ هندية وأبٍ جامايكي.
وبعد انفصال والديها، نشأت هاريس بشكل أساسي في كنف والدتها الهندوسية العازبة، شيامالا غوبالان هاريس، وهي باحثة في مجال بحوث علاج السرطان وناشطة مدنية.
وعاشت كامالا في سنواتها الأولى فترة قصيرة في كندا أيضاً، عندما عملت والدتها في التدريس في جامعة ماكجيل، فسافرت وشقيقتها الصغرى معها، ودرستا في مدرسة في مونتريال لمدة خمس سنوات.
ثم التحقت بكلية في الولايات المتحدة، وأمضت أربع سنوات في جامعة هَوارد ، إحدى الكليات والجامعات البارزة التي يدرس فيها السود تاريخياً في البلاد
بعد قضائها أربع سنوات في هوارد، انتقلت هاريس للحصول على شهادة عليا في القانون من جامعة كاليفورنيا، وبدأت حياتها المهنية لاحقاً في دائرة الادعاء العام في مقاطعة ألاميدا. وتولت هاريس منصب المدعي العام في المقاطعة.
وفي عام 2003، أصبحت المدعي العام الأعلى لسان فرانسيسكو، قبل أن يتم انتخابها كأول امرأة وأول شخص أسود يعمل كمدعٍ عام لولاية كاليفورنيا، وأكبر محام ومسؤول عن إنفاذ القانون في أكثر الولايات الأمريكية كثافة.