استدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير التركي في برلين احتجاجًا على "تحية الذئب" التي أداها لاعب كرة القدم التركي ميريه ديميريل بعد تسجيله هدفًا في مرمى النمسا خلال مباراة بطولة أوروبا "يورو 2024". تعتبر "تحية الذئب" مرتبطة بحركة "الذئاب الرمادية" القومية التركية، والتي تصنفها السلطات الألمانية ضمن تيارات اليمين المتطرف.
هذا الاستدعاء يأتي في سياق التوترات السياسية بين ألمانيا وتركيا، حيث انتقدت أنقرة بشدة الانتقادات الألمانية لتصرف ديميريل. سبق لتركيا أن استدعت السفير الألماني في أنقرة احتجاجًا على هذه الانتقادات.
تصنف المخابرات الداخلية الألمانية حركة "الذئاب الرمادية" كجماعة يمينية متطرفة تعارض القيم الأساسية للدستور الألماني وتعمل ضد التفاهم بين الشعوب والحياة السلمية المشتركة. وعلى الرغم من عدم حظر الإشارة في ألمانيا، فإن ردود الفعل الألمانية تُعتبرها تهديدًا للقيم الديمقراطية.
في المقابل، نددت تركيا بفتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تحقيقًا بحق ديميريل، معتبرة ردود الفعل الألمانية تجاه رفع شارة "الذئاب الرمادية" بمثابة "معاداة للأجانب". وأشارت وزارة الخارجية التركية إلى تقرير للجنة حماية الدستور الفيدرالي الألماني، الذي ذكر أن رفع شارة الذئاب الرمادية لا يمكن وصفه دومًا بالتصرف اليميني المتطرف.
أكدت تركيا أن رفع الشارة كان ضمن احتفالات رياضية ولا يستهدف أحدًا، وأنه يعكس تقاليد تاريخية وثقافية. تعكس هذه الحادثة التوترات المستمرة بين البلدين حول قضايا الهوية القومية والتطرف، مما يزيد من تعقيد العلاقات الثنائية في الفترة القادمة.