أزمة روسيا وأكرانيا.. تأهب عسكري وكييف تستنجد بـ"ضمانات الغرب"


لا تزال الأزمة الروسية الأوكرانية تتفاقم وسط حالة تأهب لجيشي البلدين، على الحدود، وانتقادات غربية وعقوبات على موسكو، يقابلها دعم صيني.

وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب بتقديم ضمانات أمنية "واضحة ومحددة وفورية" ترمي إلى تجنيب بلده غزوا روسيا، على أن تقدم موسكو كذلك ضمانات.

الجيش الروسي يتأهب

وقال آندريه تورتشاك، العضو البارز في الحزب الحاكم في روسيا، الأربعاء، إن "الجيش الروسي سيدخل منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا اعترفت موسكو باستقلالهما إذا طلب زعماء الانفصاليين هناك ذلك". وأضاف تورتشاك أن "أي انتشار من هذا القبيل سيكون له طابع عمليات حفظ السلام"، على حد وصفه.

ومن جانبه، قال دينيس بوشيلين، زعيم الانفصاليين في دونيتسك، للصحفيين إن "الجيش الروسي غير موجود حتى الآن في الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون على الرغم من مزاعم الغرب بأن موسكو لها وجود عسكري سري هناك منذ أعوام".

وأضاف بوشيلين للصحفيين أن "القوى الانفصالية في دونباس لا تحاول توسيع رقعة أراضيها، مضيفة أنها تفضل حل أي مشاكل لترسيم الحدود مع أوكرانيا سلميا".

قوات أوكرانيا تستعد على الحدود

وفرضت القوات الحدودية الأوكرانية قيودا جديدة في ظل تزايد المخاوف من إمكانية أن يكون هناك غزو روسي وشيك.

وتشمل القيود حظر على الاقتراب من الحدود في الليل، وفقا لما أعلنته القوات، الأربعاء.

ويحظر الآن تسجيل مقاطع فيديو أو التقاط الصور لمنشآت القوات الحدودية، في حين لم يعد يٌسمح للأجانب دخول المنطقة الحدودية في أي وقت.

كما تم حظر مغادرة السفن من الميناء في الليل في البحر الأسود وبحر آزوف بجنوب أوكرانيا.

وكانت أوكرانيا أصدرت، الأربعاء، أمرا بتعبئة جنود الاحتياط ودعت مواطنيها إلى مغادرة روسيا في أقرب وقت ممكن.

وجاء في بيان نشرته القوات البرية الأوكرانية على فيسبوك: "سيتم استدعاء جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاما.. والتعبئة ستبدأ اليوم. والحدّ الأقصى لفترة الخدمة هو عام واحد".

ولدى أوكرانيا أكثر من 200 ألف جندي احتياط بالإضافة إلى 250 ألفاً من القوات المسلّحة النظامية.

وطلب مجلس الأمن الأوكراني بفرض حال الطوارئ في البلاد، ويتوقّع أن يصادق البرلمان على قرار بهذا الشأن في غضون 48 ساعة.

"مستقبل الأمن الأوروبي"

وفي سياق متصل، أكد الرئيس الأوكراني أن "مستقبل الأمن الأوروبي يتقرر من خلال المواجهة بين بلاده وروسيا".


وقال زيلينسكي، خلال استقباله نظيريه البولندي والليتواني: "نحن متحدون في فكرة أن مستقبل الأمن الأوروبي يتم تقريره الآن، هنا في وطننا، في أوكرانيا".

ألمانيا تتهم بوتين بـ" الكذب"

واتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ "الكذب" بسبب التصعيد في الأزمة مع أوكرانيا.

في الوقت نفسه، بعثت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر بإشارة تفيد بالاستعداد لمواصلة المفاوضات بشأن التهدئة.

وفي أعقاب لقاء مع نظيرها الفرنسي جان-إيف لودريان، قالت بيربوك في برلين، الأربعاء:" إذا قال المرء شيئا ما قبل أسبوع ثم فعل العكس الآن، فإنه إذن لم يقل الحقيقة، أو بالألمانية: فإنه كذب".

جاء ذلك في رد من الوزيرة الألمانية على سؤال حول ما إذا كانت لا تزال تعتبر بوتين شريكا تفاوضيا جديرا بالثقة.

وأوضحت بيربوك أن "اتفاقية مينسك التي كان الحديث يدور حولها في صيغة نورماندي، جرى تحطيمها بشكل أحادي الجانب من قبل الرئيس الروسي".

وأضافت بيربوك أن "بوتين وقع الاتفاقية، والآن لم تعد لورقتها قيمة"، متهمة بوتين بأنه "قرر التصرف ضد القانون الدولي بشكل كامل وتجاهله وأن المجتمع الدولي لن يقبل بهذا الخرق للقانون الدولي".

ولفتت إلى أنه:" حتى في أصعب أزمة يجب أن نبقي النافذة مفتوحة دائما للمحادثات، ونحن نريد أن نتجنب الحرب، والأمر الآن بيد روسيا لتتراجع عن خطواتها التصعيدية".

وتعتزم بيربوك إطلاع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني على الوضع في وقت لاحق من اليوم.

من جانبه، قال لودريان عن بوتين:" نحن نعرفه بالفعل" مضيفا أنه لا يعرف ما إذا كان هناك أي أحد يمكن أن يجيب على سؤال عما إذا كان يمكن للمرء أن يصدق كلام بوتين.

واعتبر لودريان أنه يجب بالرغم من ذلك الإبقاء على الضغط والوحدة والصرامة والتضامن وكذلك الحوار أيضا حتى لا يقع نزاع حربي.

وقالت بيربوك إنه كان من المهم أن يتحرك الاتحاد الأوروبي بفرض حزمة العقوبات سريعا وبحزم وبشكل منسق وأن يوضح لبوتين أننا لن نقبل بهذا ولو لدقيقة".

وتابعت: "من الممكن اتخاذ تدابير أخرى بناء على ذلك، وسيتم اتخاذ كل التدابير القاسية متى كان ذلك ضروريا".

وكان قال وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك، أكد أنّ بلاده قادرة على الاستغناء عن الغاز الروسي الذي ما زالت تعتمد عليه بشكل كبير للحصول على طاقتها.

"صبّ الزيت على النار"

وفي إطار دعم الحلفاء لموسكو، أعربت الصين عن معارضتها للعقوبات ضد روسيا، وانتقدت تأجيج الولايات المتحدة للأزمة الأوكرانية.

وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينج، إلى أن "دعم واشنطن لتوسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) لم يترك للرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوى خيارات قليلة".

ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن المتحدثة قولها، خلال مؤتمر صحفي دوري في بكين، إن "الصين لا تعتبر العقوبات أفضل طريقة لحل المشكلات".

كما انتقدت المتحدثة الولايات المتحدة وحلف الأطلسي لوضعهما أسلحة هجومية بالقرب من روسيا، متسائلة عما إذا كانا "قد فكرا يوما في عواقب محاصرة قوة كبرى".

ووصفت هوا الولايات المتحدة بأنها "الجاني فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا"، قائلة إنها "تضيف الوقود إلى منزل يحترق بينما تشير بأصابع الاتهام إلى الآخرين الذين يحاولون إخماد الحريق".

وأشارت إلى أن "التحركات الأمريكية عمل غير مسؤول وغير أخلاقي".

انتقاد روسي للأمم المتحدة

يأتي هذا فيما انتقدت روسيا بشكل حاد تصريحات صادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول الوضع في شرق أوكرانيا المحاصر.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء ، "ما يؤسفنا بشدة هو أن غوتيريش أذعن لضغوط من الغرب وأدلى بالعديد من التصريحات، حول الأحداث، في شرق أوكرانيا، التي لا تتوافق مع وضعه ولا سلطاته، بموجب ميثاق الأمم المتحدة".

وأضاف لافروف أنه يتعين أن يبقى غوتيريش على الحياد و"يلتزم دائما بالدفاع عن حوار مباشر بين الدول المتصارعة".

وكان غوتيريش قد أدان روسيا، الثلاثاء، بسبب تصعيد الصراع حول أوكرانيا ودعا إلى احترام القانون الدولي.

وقال غوتيريش في نيويورك، في انتقاد مفتوح نادر، حول حق النقض(الفيتو) للأمم المتحدة "عندما تدخل قوات دولة ما أراضي دولة أخرى، بدون موافقتها، فإنها ليست قوات حفظ سلام محايدة وليست قوات حفظ سلام على الإطلاق".

إرسال تعليق

أحدث أقدم