السيسي في الكويت.. أمن المنطقة ولم الشمل العربي يتصدران


قال خبراء ودبلوماسيون إن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للكويت تحمل بين طياتها الكثير من الرسائل أبرزها محاولة لم الشمل العربي.

وأكدوا، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن زيارة الرئيس المصري لدولة الكويت، جاءت لتعزيز التضامن والعمل العربي، في ضوء التهديدات والمخاطر التي تواجه المنطقة، والعمل على لم الشمل العربي وترتيب الأجواء قبل القمة العربية المرتقبة بالجزائر.

ووفق وكالة الأنباء الكويتية "استقبل أمير البلاد، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ظهر الثلاثاء بدار يمامة، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والوفد الرسمي المرافق بحضور ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد".

وأوضحت أنه "تم تبادل الأحاديث الودية الطيبة التي عكست عمق العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين وسبل دعمها وتنميتها بين دولة الكويت وجمهورية مصر العربية الشقيقة على كافة الأصعدة، كما تم استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين الشقيقين وسبل التعاون المثمر بينهما في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة في إطار ما يجمعهما من روابط أخوية وثيقة".

رسائل عديدة

وتعقيبا على الزيارة، قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في حديث لـ"العين الإخبارية" إنها تحمل رسائل عديدة أبرزها؛ تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك، وفرص الوساطات وتهيئة الأجواء لنجاح القمة العربية المرتقبة في الجزائر.

وأضاف: "للكويت مكانتها في صياغة الأجندة القمة العربية، للتشاور مع مصر في هذا الصدد"، ومن بين رسائل الزيارة المصرية: "تعزيز ملف العلاقات الثنائية أيضا وتفعيل أطرها وتأكيد الحضور المصري لدعم أمن الكويت والخليج، في وقت تشهد فيه منطقة الخليج العديد من التحديات الداخلية والإقليمية".

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أهمية الدبلوماسية الكويتية ودورها الكبير في المنطقة، قائلا: إن الكويت تتمتع بعلاقات مستقرة مع إيران تمكنها من ضبط محاولات تدخل طهران في الشأن العربي والخليجي، وهى أيضا من الدول صاحبة الوساطات المقبولة والعاقلة سابقا وفي الوقت الحاضر.

زيارة هامة

بدوره، وصف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، زيارة الرئيس المصري بـ"الهامة"، قائلا في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إن "العلاقات المصرية - الكويتية ممتدة وجيدة على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي". 

وأبرز أن القاهرة تقوم بالترتيب مع الكويت والجزائر للم الشعب العربي وترتيب الأجواء قبل القمة القادمة بالجزائر، وذلك في ضوء رئاسة الكويت لأعمال الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية.

ووصل، مساء الثلاثاء، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى دولة الكويت في زيارة رسمية تدوم يومين.

وأوضحت الرئاسة الجزائرية، في بيان حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أن زيارة الرئيس تبون إلى الكويت "تهدف إلى توطيد العلاقات الثنائية وتعزيرِ أواصر الأخوة المتأصلة، بين الشعبين الشقيقين".

وضمن استعدادات وترتيبات القمة العربية المرتقبة، كشف "فهمي" عن أن هناك تحركات لعقد اجتماع تمهيدي على الأقل، لبعض وزراء الخارجية العرب وسيكون هناك تنسيق مع الجزائر.

ويرى المحلل السياسي المصري أن الزيارة رسالة لدول الخليج بأن الأمن القومي المصري يتمدد ويتماس مع الأمن الخليجي، مردفا: "هناك تطابق كامل بين البلدين في المواقف الإقليمية، وتأكيد على مواجهة التهديدات الإقليمية".

وأكدت الزيارة، والحديث لفهمي، حرص الرئيس السيسي على أن ينقل رسائل إلى الأطراف المهددة لأمن الإقليم وأمن المنطقة، في ظل التحديات والمخاطر التي يتعرض لها الخليج، واقتراب توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب في العاصمة فيينا".

نتائج مبشرة

وللزيارة نتائج إيجابية مبشرة كذلك على الاستثمارات بين البلدين، "العلاقات الكويتية المصرية ستشهد على الصعيد الثنائي خلال المرحلة المقبلة العديد من المناسبات أبرزها اجتماع اللجنة العليا المصرية الكويتية المشتركة في دورة انعقادها الثالثة عشر للجنة القنصلية.

وقال فهمي إن "القاهرة تستهدف زيادة حجم الاستثمارات، والكويت ثالث أكبر شريك تجاري عربي لمصر بعد الإمارات والسعودية ورابع شريك تجاري عالمي بين الدول المستثمرة، ما يشير إلى أن البعد الاقتصادي حاضر أيضا في الزيارة ستبنى عليها سياسات كبيرة.

وبحسب بيان سابق للرئاسة المصرية فإن "زيارة السيسي تأتي في إطار خصوصية العلاقات المصرية الكويتية وما يجمع الدولتين من روابط أخوية وعلاقات تعاون متشعبة على جميع الأصعدة".

وأوضحت أنه "من المقرر أن يبحث مع الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، محاور التعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، خاصةً على الصعيد الأمني والاقتصادي والتنموي، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين والشعبين".

إرسال تعليق

أحدث أقدم